كلمة رئيس مجلس الإدارة

أ.د/ سند بن لافي الشاماني 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين، وبعد: 

شرع الله تعالى التكافل والتعاون بين المسلمين في أمور الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة:2). 

 وحث تعالى ذوي الجِدَة والثروة والغنى أن يجودوا ويتبرعوا لإخوانهم الفقراء والمعوزين وذوي الحاجات، وان يسدوا خلتهم ويقضوا حاجاتهم، ويطعموا جائعهم، ويكسوا عاريهم، ويغنوا فقيرهم، ويعطوا محرومهم

فقال عز وجل:

“الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة:274).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس) بالإحسان إليهم بماله وجاهه وعلمه، فإنهم عباد الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله أي أشرفهم عنده أكثرهم نفعاً للناس بنعمة يسديها أو نقمة يزويها عنهم ديناً أو دنيا، ورعاية السجناء في سجنهم، وتفقد أحوال أسرهم والاهتمام بهم؛ يعتبر من الأعمال الجليلة والمهام الإنسانية النبيلة التي تحث عليها عقيدتنا الإسلامية، وقيمنا الاجتماعية والأخلاقية. 

ولا شك أن منافع الدين أشرف قدراً وأبقى نفعاً؛ ولهذا فإن الإمام العادل خير الناس بعد الأنبياء لأن الأمور التي يعم نفعها ويعظم وقعها لا يقوم بها غيره وبه نفع العباد والبلاد، وهو القائم بخلافة النبوة في إصلاح الخلق ودعائهم إلى الحق وإقامة دينهم، وتقويم أودهم ولولاه لم يكن علم ولا عمل. 

ولقد وفق الله حكومتنا الرشيدة _ أيدها الله _ في هذه البلاد المباركة _ حرسها الله _ لتبني أعمال الخير وفتح أبوابه ودعمه وتشجيعه؛ فكان من ثمار ذلك الموافقة على تأسيس جمعية رعاية السجناء وأسرهم بالمدينة المنورة (رحمة) لتكون نموذجاً متخصصاً يهدف إلى المساهمة في إعادة التكيف الاجتماعي للسجين مع مجتمعه وتأهيله اجتماعياً ونفسياً ومهنياً ليعود لبنة صالحة. كما أن صلاح أسرة السجين ضرورة لحماية أفرادها من الانحراف أو العوز الذي يترتب على غياب العائل. والأخذ بأيديهم إلى الطريق السوي؛ وقد تنادى لتأسيسها ثلة مباركة من أبناء طيبة الطيبة، بمباركة من أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل حفظهما الله.

  وقد تمت موافقة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تأسيس الجمعية تحت رقم التسجيل (1511)، وتشرف عليها وزارة الداخلية ضمن الجمعيات التابعة لإشراف الوزارة فنيًا. 

وتهدف الجمعية إلى تحقيق الأهداف التالية: 

  • غرس العقيدة والمبادئ الإسلامية في نفوس السجناء.
  • مساندة السجناء وأسرهم مادياً ومعنوياً.
  • تأهيل السجناء ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم ووطنهم.
  • مساعدة سجناء الحقوق الخاصة المعسرين مادياً ومعنوياً.

وحيث أن الجمعية تتشرف بإطلاق موقعها الإلكتروني بما يتواكب مع طموحاتها وأهدافها الاستراتيجية. فإنها تتطلع لتزويدها بأي ملاحظات أو اقتراحات يمكن الاستفادة منها في عمليات التحديث والتطوير. 

وختاماً الشكر لله تبارك وتعالى على تيسيره، ثم الشكر لولاة أمرنا حفظهم الله، والشكر موصول لشركاء النجاح في مقام وزارة الداخلية، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وفروعها، والمؤسسات المانحة ورجال الأعمال والداعمين رجالا ونساء. 

شكراً لفريق العمل بالجمعية مؤسسين وأعضاء مجلس الإدارة وموظفين الذين لا يألون جهداً في الرقي بالجمعية، فللجميع منا خالص الدعاء بأن يجزيهم الله خير الجزاء، وبالغ التقدير والثناء.